هل ترغبي بتعلم الخياطة واتقانها؟إذن، ماهي أفضل وأسرع طريقة لتعلمها ؟ ماهو تخصص الخياطة المناسب لك؟ كم من الوقت ينبغي أن تستغرقي لإتقان الخياطة؟ متى تكوني مستعدة لإنشاء عملك الخاص ؟ يجيب هذا المقال عن هذه الأسئله وعن أسئلة أخرى حول تعلم الخياطة حتى الاتقان
بما أنك مازلت تقرأين هذا المقال فأنت بتأكيد لديك رغبة وهمة للتعلم الخياطة. فربما شاهدي بعض مقاطع الفيديو، و بدأتي بالبحث عن دورات و كتب لتعلم الخياطة. ثم وجدتي نفسك حائرة وسط الوسائل المتعددة لتعلمها ، مثل : دورات تعلم خياطة بالحضور أو عبر الانترنت ، مقاطع فيدو منها المجاني أو المدفوع، باترونات الخياطة الجاهزة ، و الكثير من وسائل التعلم . و السؤال الأساسي هنا: ( ماهي أفضلطرق تعلم الخياطة واتقانها لإنشاء مشروعك الخاص؟)
اكتشفي هنا مجموعة من النصائح الذهبية التي ستوجهك نحو تعلم وإتقان الخياطة بأسهل وأفضل الطرق، مستمدة من خبرتي التي تمتد لأكثر من عقد من الزمن في هذا المجال. أتمنى أن تساعدك هذه النصائح في تحقيق أهدافك بسرعة وببساطة. تابعي معي حتى النهاية وابدئي بتطبيق هذه الخطوات لتحققي إبداعك في الخياطة بكل سهولة!
أولاََ: أهمية تحديد و اختيار تخصص الخياطة المناسب
اتفقنا أنه يجب عليك تحديد التخصص المناسب قبل البحث عن أي دورات للخياطة. ولمعرفة التخصص المناسب لك
ذهبتي لتسوق بعض المنتجات، مثل الملابس، أو أغطية السرير، على سبيل المثال. ومضى الكثير من الوقت ولم تجدي ما ينال اعجابك؛ ويرجع السبب لتصميم مسبق قد وضعته في مخيلتك للقطع المطلوب شراءها. وربما قد اخترتي الألوان و حتى نوع الخامات المستخدمة. وبطبيعة الحال سيمضي الكثير من الوقت وأنت تتجولين من متجر لآخر بحثََا عنها ،ولكن دون جدوى....
هل يبدو لك هذا الحدث مألوفََا ويكرر معك باستمرار؟" اذا كانت اجابتك (نعم)؛ فقد اقتربتي خطوة نحو معرفة شغفك و التخصص المناسب لتعلم الخياطة. وما عليك سوى الإجابة على هذا السؤال( ماهي الاأصناف التي غالبََا ما تضعي لها تصميم و تصور مسبق قبل التسوق؟) فعلى سبيل المثال: إذا كنتِ ذات مخيلة خصبة في مجال الملابس ، سواءََ في: تصوٌِّر تصاميم جديدة أو تخيل تصاميم مناسبة للقماش بمجرد مشاهدته ،أوحتى في اجراء بعض التعديلات والاضافات على الملابس الجاهزة أو ما شابه. في حين تجدي مخيلتك محدودة وتقتصر في تصور الألوان فقط عند الرغبة في اقتناء أغطية السرير مثلََا .
هنا أصبح الأمر واضحََا، فتخصص الخياطة المناسب لك هو ( خياطة الفساتين ونحوه). فتوجهي نحو هذا التخصص والمجال الذي تجدي فيه مخيلتك خصبة ومليئة بالأفكار المتجددة. ولكن هذا وحدة لا يكفي إذ يتوجب عليك تحديد أي قسم من أقسام صناعة الملابس سيناسبك أكثر. فلا يخفى عليك اتساع عالم الموضة بالنسبة للملابس. حيث يشمل: ملابس النساء والأطفال والرجال وحتى المعاطف و الأوشحة، وغيرها. لذا اطرحي على نفسك الأسئلة، وراقبي الأفكار التي تراودك وفي أي مجال تتضح وتكون قابلة لتنفيذ ومنطقية أكثر . كوني صادقةََ مع نفسك لحددي التخصص بدقة.
اما اذا اجبتي بـ (لا) عن السؤال السابق ؛ فهذا لا يعني أن مجال الخياطة غير مناسب لك. بل كل ما في الأمر أنك مازلت في بداية الطريق، أو ربما موهبتك تقتصر على الخياطة دون التصميم؛ ولذا أنصحك بتعلم اساسيات الخياطة أولََا قبل دراسة أي تخصص. إن تعلم "اساسيات الخياطة" مفيدة للجميع المبتدئات في الخياطة ولكِ بشكلِِ خاص؛ فمنها ستنطلقين في عالم الخياطة وستتمكنين من اكتشاف شغفك وتحديد التخصص المناسب لك بوضوح أكبر .
ولتعلم أساسيات الخياطة يكفي أن تتدربي على هذه التنقيات الآتية:
- اتقان الخياطة بشكل مستقيم بالمكنة، وبشكل الزاوية، والمنحنيات.
- تعلم طرق خياطة الزم بعدة أنواع ولا نكتفي بطريقة واحدة فكل تصميم وقماش يستوجب طريقة زم مختلفة.
- تعلم خياطة أشرطة الزينة ،مثل : "الدانتيل" وغيرها
- تعلم قص و تركيب وخياطة شريط "البيه"
- التدرب على تنفيذ فتحة الأزرة باستخدام المكنة.
ورغم أن جميع النقاط السابقة ربما يتم شرحها لك عند انضمامك للدورات خياطة في المستقبل - كما افعل في الدورات التي اقدمها - ، إلا أن التدريب على الخياطة المستقيمة، والخياطة على شكل زاوية ومنحنى،من الأفضل اتقانهم قبل الانضمام لأي دورات تخصصية لاحقََا. لاحظي ذلك وتدربي جيدََا.
ماذا افعل بعد تعلم أساسيات الخياطة؟
بعد تعلم أساسيات الخياطة قومي بخياطة عدة قطع بسيطة و عدة مجالاتِِ ؛ لتكتشفي التخصص المناسب لك. فعلى سبيل المثال: قومي بخياطة (مفرش الأطباق) لأنه بسيط ويناسب المبتدئات . و بإمكانك مشاهدة الخطوات من هنا . ثم قومي بخياطة قطعة أخرى في مجال مختلف، مثل : تنورة بسيطة بـ " مطاط" . وبعد الانتهاء من تنفيذها اسألي نفسك؟ هل استمتعتي أثناء الخياطة رغم المجهود الذي بذلته ورغم عدد المرات التي احتجتي فيها لفك غرز الخياطة وقمتي بتصحيح المقاس أو نحوه؟
فإذا كانت رغبتك بالتعلم لم تفتر ولم يصبك الملل والتوقف بمجرد ارتكاب الأخطاء ، بل و ما أن انتهيت من خياطتها حتى بدأت في التخطيط لخياطة شئٍ آخر. كما لاحظتي تنوع الأفكار والتصاميم لديك أثناء خياطة أحد القطع أكثر من غيرها أو وجدتي متعة أكبر أثناء خياطتها .عندها ستدركين بنفسك أنه هو التخصص المناسب لك .
و ليس هذا فحسب بل ستكتسبي معلومات ومهارات متنوعة عن طبيعة العمل بين كل تخصص والآخر، من حيث احتياجك لأخذ المقاسات على العميل مثلََا، أو استخدام باترونات جاهزة بمقاسات ثابته، مثل مفارش الأطفال .وكذلك ستزداد معرفتك بالأقمشة ، وتنوع خاماتها . و أي من هذه الأقمشة ستحتاج لمهارات متقدمة في مرحلة التفصيل أو الخياطة؟ وأيضََا ستكوني على علم ودراية بثمن الأقمشة ،وتوفرها في السوق المحلي أو العالمي. والكثير من الأمور التي ستكشف التخصص المناسب لك أكثر فأكثر. وعندها يجب عليك التأكد من صحة اختيارك لتخصص؛ لضمان نجاحة بالمستقبل، وذلك من خلال عمل دراسة مصغرة كالاتي :
ثانيََا: دراسة مبسطة لموارد مشروعك ومدى توفرها في السوق
لنفترض أن التخصص الذي أخترته هو ( خياطة فساتين الأطفال للفتيات ). وعليه فسنحتاج لدراسة السوق بشكل سريع ، كالآتي:
1. البحث عن مصادر توفر الأقمشة والمستلزمات الأخرى لمشروعك
وحسب افتراضنا في التخصص فستحتاجي لتوفير الاقمشة و التي غالبََا ما تكون قطنية و ذات رسوم جذابة. كما ستحتاجين لتوفير بعض "الدانتيلات" و" الكلف " المميزة. ولكن هناك عدة طرق لتوفير هذه الأقمشة ،فأي منها ستختاري؟
فلو عزمتي على ابتياع الأقمشة من الأسواق المحلية، فعليك التأكد من توفر الأقمشة المناسبة فيها. أما اذا لم تجدي و كان السوق المحلي يوفر أقمشة من نوع آخر كالحرير مثلََا ، أو وجدتي أقمشة قطنية ولكن ذات نقوش ورسوم غير جذابة لفئة الأطفال، أو حتى ذات جودة منخفضة. عندها يتوجب عليك تحديد الطريقة التي ستوفرين بها أقمشتك في المستقبل. وإلا سيضيع مجهودك هباءََ في انتاج فساتين بقماش مناسب للجدات مثلََا . وبطبيعة الحال فلن يرغب احد باقتنائها وإن تمت خياطتها بإتقان وحرفية عالية. أما في حال لم تستطيعي توفير القماش المناسب لمشروعك، فيؤسفني اخبارك بأنه يتوجب عليك تغير تخصصك.
2. معرفة تكلفة الأقمشة المستخدمة في مشروعك
عليك دراسة ثمن الاقمشة التي ترغبين باقتناءها ؛ فقد تكون اسعار الاقمشة مرتفعه جدََا في سوقك المحلي، وعند بيع الفساتين فلن تربحي إلا القليل الذي لن يشجعك على الاستمرار. و في هذه الحاله يتوجب عليك البحث عن طرق أخرى للحصول على الأقمشة .
3. اختيار الوسيلة المناسبة لبيع المنتجات
عليك البحث وتحديد الوسيلة التي ستعرضين من خلالها بيع منتجاتك مستقبلََا . هل هي عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟ وهو الأشهر والأسهل للمشاريع الصغيرة والناشئة. وهل ستوفرين طريقة شحن أم لا ؟وماهي الفئة المستهدفة لبيع منتجاتك لها؟ قد تجدي بعض هذه الأسئلة مبالغ فيها، بل وسابقةُُ لأوانها. ولكن لنتخيل معََا : لو كان تخصصك المختار هو (خياطة ديكورات المنزل والمطبخ ) . و كان المجتمع المحيط بك لا يعني بتنسيق ديكورات المطبخ؛ فمن سيشتريها اذن؟ لذا يتوجب عليك معرف طرق تسويقها لخارج منطقتك وبيعها أولََا ، وربما لاحقََا قمتي بتجربة تغير أفكارهم واقناعهم بمنتجاتك. وكذلك اذا كنت لا ترغبين باستقبال الزبائن -لأخذ القياسات وربما اجراء بعض التعديلات و"البروفات" -في المنزل ،فاتجهي للخياطة ديكورات المطبخ والمنزل أو المفارش أو غيرها من التخصصات التي تعتمد على مقاسات ثابته . وهنا تكمن أهمية دراسة السوق قبل تحديد التخصص بشكل نهائي ؛ لتجنبك اضاعة الوقت والجهد والمال.
وبعد معرفتك للتخصص المناسب ودراسة السوق حسب تخصصك، فأنت الآن مستعدة للبحث واختيار الدورات المناسبة لتعلم الخياطة، فتابعي معي و أجيبي عن الأسئلة القادمة التي ستساعدك في تحديد الطريقة الأفضل لتعلم بالنسبة لك :
ثالثََا: كيف تختاري الدورة الأفضل لك لتعلم الخياطة ؟
الآن وقد اتضحت لك الصورة وتبين لك اتجاهك وتخصصك في عالم الخياطة. عليك البحث عن دورات حسب تخصصك المطلوب. سواء دورات خياطة لتعلم تفصيل وخياطة فساتين السهرة أو صناعة ملابس الأطفال ، ملابس المواليد ، مفارش المواليد، ديكورات المطبخ ، أو مفارش الأسرة ،وغيرها من التخصصات. إذن عليك البحث عن دورات بنفس تخصصك الذي اخترته. ومقارنة رسوم الدورات، وزمن الدورة وأي منهم يناسب ظروفك أكثر .و الأهم مشاهدة انتاج المتدربات السابقات للدورة لإعطائك تقيم مبدئي لدورة والمدربة ،و بالتالي فكرة عن النتيجة التي ستحصلين عليها بعد انتهاءك من التدريب .و لا تنسي دراسة الثلاث عناصر التالية ،وهي:
1-محاور الدور : فلا تنضمي لأي دورة كانت محاورها غير واضحة، ولا اعني بذلك تجاهل الدورة ، بل العكس اعني بها التواصل مع المدربة لمعرفة المزيد .فلا تترددي بالتواصل مع المدربة والسؤال عن أي استفسار . والأهم سؤالك عن المحاور و المنهج وهل الدورة لتعلم الخياطة (بالباترون، أم بدونة، أم بالباترونات الجاهزة)،كذالك طرق الخياطة المتبعة ( كتعلم التبطين ،أم لا ).
واعلمي أن الدورات التي تضع محاور ربما قد تنتهي وبعض المشاريع لم تنجز كاملة من قبل المتدربات ويعود ذلك لإسباب عدة ، فما بالك بالتي لم تضع محاور محددة، وانما اكتفت فقط بوضع عنوان عام للدورة ، وعلى سبيل المثال : (رسم باترن لملابس الأطفال وعدة تطبيقات على الخياطة). هنا لابد من الاستفسار من المدربة :ما نوع الباترون الذي سوف تدرسوه ؟ فكم ستكون صدمتك كبيرة حينما يكون هدفك تعلم خياطة فساتين الأطفال للزيارات والمناسبات وتنتهي الدورة ولم تتعلمي سوى رسم باترون واسع يناسب ملابس المنزل أو وملابس النوم الواسعة. و التي لا يتطلب الدقة في القياس و التفصيل. أو قد يتم تطبيق الفساتين دون التدريب على طريقة الـ "تبطين" ، والتي بدونة-برأي الشخصي- لن تستطيعي تنفيذ أي فستان وعرضة للبيع. وعندها ستجدي نفسك مضطرة للانضمام لورشةِِ أخرى.
و لاحظي الفرق بين ما سيتم شرحة في الدورة وتطبيقة، وما سيتم الإشارة له بشكل سريع دون التطبيق. فانتبهي لذلك، ولا تترددي في التواصل مع المدربة لمعرفة المحاور وأي استفسارات أخرى .وتذكري أن عدم وجود محاور في الإعلان لا يعني أن الدورة غير جيدة؛ فلربما يكون نقص من قبل واضع الإعلان، أو عدم معرفتهم بأهمية ذلك .
2-زمن الدورة ومدتها: وبعد التعرف على محاور الدورة، والذي سوف تتعلميه وتنجزيه من خلالها . عليك بدارسة محاور الدورة مع الزمن المقدر لإتمامها ويتعين زمن الدورة بمدتها بالأيام أو الأسابيع أو الشهور ،مع عدد ساعات الدراسة اليومية.
فمثلا: وجدتي دورة مدتها (أربعة أسابيع ) وستدرين فيها (خمس ايام من كل الاسبوع). هذا يعني : أن عدد أيام التدريب سيكون (20 يوم) . فاذا كانت عدد ساعات التدريب لكل يوم هو : ساعتين فقط، فهذا يعني أن هذه الدورة ستكون مناسبه لـإتمام ( دورة اساسيات الخياطة) على سبيل المثال. ولكنها بالتأكيد لن تكون مناسبة لإتمام دورة (فساتين السهرة) التي تحتاج لقضاء ساعات اكثر في التعلم و التدريب . أما في حال كان الإعلان لـ (دورة فساتين الأطفال) فيجب الاستفسار من المدربة، فلربما تكون دورة مكثفة ولا تناسب المبتدئات اللاتي يحتجن وقت أكثر للتدريب والشرح.
3-عدد القطع التي سيتم انجازها خلال الدورة: اسألي المدربة عن عدد القطع التي سيتم تنفيذها خلال الدورة ، والمهارات والتقنيات التي سوف تتعلميها من خلالها . فلو كانت الدورة تشمل تنفيذ قطعة واحدة فقط ولكن سيتم تفصيلها وخياطتها باستخدام باترونات دقيقة تناسب الجسم تمامََا. كما سيتم تنفيذها بـ" التبطين والسحاب المخفي" ، وغيرهم من التقنيات الأخرى. فنجد أن هذه الدورة ينقصها تنوع التصاميم ؛ولذا فهي مناسبة أكثر لمن لديهم معرفة مسبقة بالتفصيل وتنفيذ التصاميم . ويرغبون بتعلم طريقة رسم الباترون و طرق الخياطة الراقية فقط .
و على الجانب الأخر فهذه الدورة غير كافية للمبتدئات، وستحتاج لمزيد من التعلم سوى عبر الاشتراك في دورات أخرى أو عبر الانترنت أو حتى بمجودها وتجاربها الشخصية. مما يعني إضاعة الكثير من الوقت، الذي ربما يناسب الراغبات في تعلم الخياطة كهواية فقط. ولكن بتأكيد لن يناسب الراغبات بإنشاء مشروعهن الخاص سريعا .
أما في حال كانت تشمل تنفيذ أكثر من قطعة، مثلا: فستان و بنطال وقميص نوم وتنورة. فمن وجهة نظري وحسب خبرتي بالتدريب أجد أنها أشبه بدورة أساسيات الخياطة. ولكن مع تعلم بعض أساسيات التفصيل ،فهي مفيدة أكثر لمن ترغب بتعلم أساسيات الخياطة كهواية ، أو لتكتشف التخصص المناسب لها -كما ذكرنا سابقََا- لأنها سوف تعطيك فكرة عامة عن الخياطة. وعندها يتبقى عليك تجربة خياطة عدة قطع حتى تكتشفي أي من تخصصات الخياطة يناسبك أكثر. ومن ثم تطوير نفسك في هذا المجال، سواء بدورات حضورية أو عبر الانترنت .وبذكر الدورات عبر الانترنت فيجب توضيح الفروقات بينها وبين الدورات"الحضورية" ،وعيوبها إن وجدت :
ماعيوب الاشتراك في الدورات "عن بعد" ؟ وهل تغني عن الدورات "الحضورية" ؟
لا شك أن الدورات الحضورية أفضل بتأكيد من الدراسة "عن بعد". ولكن هذا في حال كانت الدورتين لنفس المدربة وبنفس الدروس . وهذا يعني أنه باختلاف المدربة والمنهج قد تختلف الجودة. فمن الطبيعي وجود بعض الدورات " عن بعد" تتضمن معلومات ومهارات تتفوق بها على الدورات الحضورية . إذن الحكم في القياس هو جودة محتوى الدورة، و خبرة المدرب .ومدى التزامكِ في تطبيق الدروس.
رابعا: التدريب المستمر وتطوير نقاط الضعف
الكثير منا، ما إن يكمل دراسته حتى يبدأ بالتخطيط لمشروعهِ القادم ،من خلال شراء الأقمشة والأدوات وبدء خياطتهم . دون ملاحظته لنقاط ضعفه. والتي قد تحتاج إلى مزيد من التدريب. و لكن عند فشل مشروعه وتكبله الخسائر وضياع الجهود والتعب سدى. حينها يصيبه الإحباط، وقد يتوقف نهائيا عن المشروع ويبحث عن ومشروع آخر.
فقد تكون أول قطعة تنجزيها -بعد اتمامك لدورة الخياطة- لاتناسب توقعاتك، و بها بعض الأخطاء والعيوب . لا داعي للقلق فجميعنا مررنا بهذه المرحلة. و اعلمي أن جميع المهن تحتاج للمزيد من التدريب والتطبيق . كذلك فإن أغلب الناجحين قد قضوا سنوات حتى لمع اسمهم وعرفهم الجميع. فيا ترى ،ماذا كانوا يفعلون خلال تلك السنوات ما بين تخرجهم وحتى شهرتهم؟،،،، باختصار كانوا يفشلون و..... يتعلمون من الفشل. الجميع يفشل ولكن هل الجميع يتعلم من الفشل. ويستمر في التعلم والتدريب والمحاولة، أم يحبط و يستسلم للفشل سريعََا ؟
لذا فأهم نصيحة أقدمها لك اليوم هي: توقع الفشل في هذه المرحلة (مرحلة البداية) ، فهو أمر طبيعي حدََا . يجب عليك عدم الاستسلام؛ لأن طريق النجاح طويل و يحتاج للمواصلة و المثابرة .ولا أخفي عليك كم من المرات التي وصلت فيها من التعب والرغبة في التوقف .فكنت ألجأ الى اخذ استراحة من الخياطة، لعدة أيام حتى اعود بشوق و حماس أكبر، و أفكار متجددة . جربي هذه الطريقة بنفسك.
كم من الوقت يستغرق منكِ للوصول للاتقان الخياطة ؟
والآن و قد أدركت أنه وقبل انشاء مشروعك الخاص ،يجب عليك مواصلة التدريب لتطوير نقاط الضعف لديك سواء في اخذ المقاسات او التفصيل او الخياطة او حتى توظيف الخامات ، .إذن فكيف سيتم ذلك، وكم من الوقت يستغرق لوصولك لمرحلة الاتقان ؟
لاتقان الخياطة ، يجب عليك وضع جدول لتدريب المنتظم .وهنا سأضع لك جدولي الذي اعتمدته بعد تخرجي بعدة أشهر. وما أن اكملت الشهر الأول حتى لمست الفرق واضحََا في مهاراتي.
جدولي كان عبارة عن : التدريب لمدة ثلاث ساعات يوميََا ، لمدة خمس أيام بالأسبوع. وكنت أتدرب في كل يوم من ساعتين إلى أربع ساعات ، جربيه لمدة شهر ، وفي آخر يوم من الشهر ، قارني بين أول قطعه قمتي بخياطته في بداية الشهر وبين آخر قطعة . و حتمََا سترين الفرق بشكل واضح.
وأخيرََا : لا تنسي تدوين ملاحظاتك التي تتعلق بالأخطاء التي تم ارتكابها أثناء الخياطة أو التفصيل ،أو حتى ما يتعلق باختيار الأقمشة و التصاميم المناسبة لكل قماش. لا تتكاسلي عن تدوينها ؛ فهي مهمة جدََا. دونيها وألصقيها أمام طاولة التفصيل؛ لتذكر الأخطاء وعدم تكرارها مرة أخرى.
خامسََا: متى ينبغي أن تبدئي بإنشاء عملك الخاص ؟
استمري بالتدريب وتطوير نفسك ،و لن أطلب منكِ الاستمرار حتى اتقان الخياطة تمامََا. ولكن حتى تجدي أن خياطتكِ جيده وذات مستوى ينافس السوق . ولا تبالغي في طلب الاتقان التام وتقضي المزيد من الوقت في التدريب من أجل عمل متقن مئةََ بمئة؛ فحتي المتمرسون تحدث لهم هفوات أثناء الخياطة، وقد يختار الخياط تركها دون تصحيح بدل من فك الخياطة التي قد تضر بالقماش. و بالرغم أن المصانع توفر مكنات خاصة لأغلب أنواع الخياطات، كخياطة " البيه" و" المرد" إلا أن بعضها مازال ينتج ملابس تشمل بعض الأخطاء ولكنها تعتبر أخطاء مقبولة وتجتاز القطع اختبار الجودة بنجاح. ، فلاحظي ذلك.
راقبي خياطة الملابس الجاهزة وخاصة ملابس البراندات المشهورة. راقبي الأخطاء المقبولة ،وراقبي تقنيات الخياطة وستجدي أنها في تطور مستمر ؛لذلك استمري بمراقبتها والتعلم منها.
ورغم أن اختيار القماش المناسب لكل تصميم يقع ضمن مهنة المصمم، ولكن أغلب الخياطات المبتدئات يجب عليهن الألمام باختيار القماش المناسب لكل تصميم ؛ لذا فتعلم التصميم يساعد بشكل كبير على نجاح مشروعك بإنتاج قطع ذات شكل جذاب وجودة عالية في الخياطة.
وهنا يجب أن اطرح عليك هذا السؤال : هل تحبي الخياطة أم التصميم؟ فرغم الفرق الكبير بينهم ولكن قد تخطئ بعض المبتدئات في هذه النقطة ويتلبس عليهم الأمر. فتتعلم الخياطة ظنََا منها أنه الطريق الأفضل لتصبح مصممة. لاشك أن تعلم الخياطة مفيد أيضََا لراغبات بتعلم التصميم. ولكن -برأي الشخصي -أنه ليس شرط أساسي لتكوني مصممة؛ إذ يوجد الكثير من المصممين العالمين لا يجيدون الخياطة. ولذا يجب عليك الفصل بين المجالين لتحديد تخصصك بصورة أوضح ، وتحقيق اهدافك بدقة .
هل يجب على الخياطة تعلم التصميم ؟
برأي التصميم موهبه بالدرجة الأولى، ولكن كل شئ يمكنك الحصول عليه بالتعلم والتدريب. ولأن مجالي الخياطة وليس التصميم فسوف يكون الحديث مقتصر على التصميم للخياطات، بما انك خياطة ولستِ مصممة فقد تتسائلين : هل يجب عليَّ أن أتعلم التصميم؟ والإجابة هي كالتالي:
ليس عليك تعلم التصميم في حال رغبتي بالعمل مع مصممة أو مصنع. و ستكون الإجابة بـ(نعم) في حال رغبتي بإنشاء مشروعك الخاص؛ لأنك ستحتاجين لتصميم بعض القطع على الأقل للعرض اعمالك وجذب المزيد من العملاء .
فرغم ان تعلم التصميم ليس مهم -برأي- للخياطات ،ولكن تعلم توظيف الخامات مهم لك كخياطة ؛ فتعلمي كيفية توظيف الخامات، والأقمشة المناسبة لكل تصميم ، حتى و إن كان مشروعك بنظام "الخياطة حسب الطلب".
وأما في حال كنت لا تجيدين التصميم نهائيَََا ، فنصيحتي لك بأن تتعلمي الخياطة ، ثم توجهي لتعلم التصميم لاحقََا اذا لمستي الحاجة لتعلمه .
و في الوقت الحالي يمكنك اتباع "الموضة" في تصاميمك، ولا تخرجي عنها وغيري الشي البسيط اذا لزم الأمر .أو حتى تكرار بعض التصاميم الجاهزة و المشهورة -التي تعتبر قائدة لاتجاهات الموضة- مع تغير الخامات، وهذا أيضََا يعتبر تصميم .ولكن هذا لا يعني التقليد الأعمى لتصاميم معينة وخاصة بالمصممين . هناك فرق فلاحظي ذلك .